الإعلام يصنع كل شي.
نعرف هذا الكلام والأغلب منا يعتقده بشكل أو بآخر.
ففي نظري مثلًا، الطريقة التي يصنع بها الإعلام الهوليودي الأبطال في أفلامه طريقة ساخرة فعلًا، فيخلقُ البطل كشخص لايقهر، يصنع المعجزات ويعرف كل شيء ولا يتعلم من أخطائه لأنه لايخطئ.
فجميعنا يعرف أن ذلك لايعكس أبدًا أي وجه من أوجه الواقع، إلا أننا نتأثر بهذا ولو بشكل طفيف، بل إن البعض منا يسعى لأن يكون هذا البطل الخارق!
وماجعلنا الخالق كذلك، ولا يريد منا ذلك!
تخيل!
قد يجعلك الإعلام أيضًا تفارق مضجعك من خوفٍ يزرعه داخلك، يهيمن على الأشياء البسيطة حولك ليجعلها كابوسًا أسود. فوجبة إفطارك مسرطنة، وصابون استحمامك مسمم، وأشياء أخرى تأسرك بحاجز التوتر لو صدقتها!
ومن يتأمل يجد العجب.
خبرٌ واحد قد يقلب يومك بغض النظر إن كان صحيحًا أم لا، فالطريقة التي تُعرض فيها بعض الأخبار تظهر أمامك بشكل مدهش يجعلك أحيانًا تؤمن بها بل وأحيانًا أخرى تروج عنها!
أشياء كانت في نظرك مستحيلة، معقدة، أو مبغضة، جعلها الإعلام أمرًا طبيعيًا يوميًا لا غرابة منه.
الإعلام يبني دواخلنا، أفكارنا واعتقادتنا.
فنحن لانستطيع اختيار مانسمع لكننا نستطيع اعتقاد مانريد.