نحاول دائمًا أن نظهر بمظهر الطيبين الغير أنانيين، أو بالأصح نرىٰ دائمًا أن الأنانيةَ أمر سيءٌ ويجرح المروؤة وينافي الإنسانية.
لكن لو رأينا لما نحن عليه أصلًا، وكيف هي سُنة الله التي فطرنا عليها. لوجدنا أن الله خلق الإنسان في كبد، خلقه ليسعى لنفسه، للقمة عيشه ولتحقيق أهدافه. حتى ولو سعى في خدمة الناس، فحقيقةً أن سعيه هذا يعود عليه.
حتى وإن كنا نؤثر غيرنا على أنفسنا، فحقيقةً نحن لانؤثر على أنفسنا إلا من نحب، أو حين نعتقد أن غيرنا يستحق الإيثار. لعلمنا أننا بذلك سنُرضي دواخلنا وأنانيتنا إن قدمناهم على أنفسنا. فمن آثر ريالاتٍ على فقير، سيرى في نفسه أنه يساعد المحتاجين وهذا مايحب أن يراه. ومن قدم محبوبه على نفسه في حاجة ما، فسيشعر بمودته وامتنانه وهذا مايحب أن يشعر به. حتى في الزهد والعبادات، من يؤثر غيره على نفسه يؤثر ليكسب رضى ربه!
فهكذا نحن، لانخلو من الأنانية ولا هي تزول منا.
الأمر الآخر، أن الله -عزّ وجلّ- صنع من الإنسان جزئين، جزءٌ فردي وآخر اجتماعي. فالإنسان سواء عمل في أي جزء من أجزاءه فهو يعمل لنفسه ويبنيها. فلا يستطيع أيٌ منا الإنفراد مع ذاته وحرمان المجتمع من منفعته، لأنه لن يُرضي ذاته رضًا كاملًا حتى يكون نفعه متعديًا إذ يؤثر غيره كثيرًا حتى يجد منفعته.
إن الإنسان يدور، ويدور مرارًا على نفسه، حتى يجد ضالته فيها. وإنّ نفعنا فينا وفي داخلنا منذ أن وُجِدنا على هذا الكوكب، فلم يجعلنا الله خلائف أرضه إلا لمقدرةٍ فينا على خلافتها، ومقدرةٍ على العيش والتعايش مع من فيها أفرادًا ومجتمعات.
فيجب أن نتوقف عن المنّ فيما نقدم، لأن”مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ “.
قرات بداية المقال لعجلتي لكن ارى ان النقطة الاساسية (الاصل فينا الانانية) حكم مستعجل يحتاج لأدلة من مصادر موثوقة ، ولو فرض وجدت فالاسلام باحكامه وتشريعه يقوم كل اعوجاج ولابد ان المسلم الملتزم لن يمتلك هذه الصفه ابسط الادلة “فشرب حتى ارتويت ” مع ان الجائع والظامئ عادةً يقدم حاجته إليهما عن من يحب مؤقتًا
ومن *تأمل* إثار الانصار لن يُبقي له أدنى شك ، وسيفند كل الشبه المذكورة…
والاستشهاد بنفسي نفسي ارى انه دليل لغير موضعه اقل ما يفنده ان وقت قولها يكون في اشد اوقات القيامة وفي الاسلام وهو دين الالطف بالطبيعة البشرية نرى احكام خااصة للخوف ،،
بل الاستشهاد به دليل ضد الكاتب لان الانبياء أنزه وأكمل مبرؤون منها “كمل من الرجال كثير” وهم الاسبق منهم
شكرا لاتاحتي مساحة التعليق
لولا ضيق وقتي لاوضحت اكثر
ننتظر جديدك ومزيدا من الكتابات المحفزة البنّاءة..دمت بخير
إعجابLiked by 1 person
مرحبًا بك أيها الزائر,
شاكرة لك مرورك السريع ومتأسفة على عجلته بالوقت ذاته.
تعليقك يدل فعلًا على أنك اكتفيت بأول المقال، حيث أنك لو اكملته لوجدت اجابات أسئلتك.
فأولًا، لا مسلم ينكر قدر الأنبياء عليهم السلام، وصحابة رسول الله وحبهم وإيثارهم. لكن، مايزيدهم ويزيدنا كمسلمين حبًا للآخرين وإيثارًا هو معرفتنا بوعد الله عز وجل وبالأجر المسجل عنده. فعندما لا نشك أن مانقدمه لا يضيع، نجدنا نعطي بحبٍ وبدون تأجيل.
ثانيًا، لو دخلنا في عقل الإنسان وباطنه، فسنجد أن الإنسان لا يعمل ولا يُقدم إلا إذا تأكد أن ما عمله سوف يعود عليه بنفع ما، وهذا مايعيدنا إلى حيث نقول: (الأصل فينا الأنانية)، ولننتبه، أن الأنانية ليست سيئة وممقوتة بكل حالاتها، فإذا كان: “ولنفسك عليك حقًا” تعني الإنتباه والإهتمام بـ(الأنا) لأن إليها يعود الإنسان إلى نفسه ويعرف من هو.
شاكرة لمرورك مرة أخرىٰ.
إعجابإعجاب